وإسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس إلا أنه صرَّح بالتحديث.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
• عن ابن عباس قال: لما أجمع القوم لغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه، فلما أجمعوا الغسلَ نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري - ثم أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدريا - علي بن أبي طالب، فقال له: يا علي نشدتك الله وحظنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقال له علي: ادخل. فدخل فحضر غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يل من غسله شيئا. قال: فأسنده إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا! .
حسن: رواه أحمد (٢٣٥٧) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وحسين بن عبد الله ضعيف. ولكنه توبع، تابعه عبد الله بن أبي بكر كما رواه ابن إسحاق فقال: فلما بويع أبو بكر رضي الله عنه، أقبل الناس على جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الثلاثاء، فحدثني عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما من أصحابنا أن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب، وذكر عدد الذين تولوا غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هكذا ذكره ابن هشام في سيرته (٢/ ٦٦٢) مرسلا، ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه (٣/ ٢١١) مسندا عمن حدثه عن عبد الله بن عباس. والمبهم هو عكرمة كما في إسناد أحمد. وبهذين الإسنادين يصل الحديث إلى درجة الحسن.
[٢٠ - باب ما جاء في كفن النبي - صلى الله عليه وسلم -]
• عن عائشة قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفِّن في ثلاثة أثواب بيضٍ سَحولية، ليس فيها قميص ولا عِمامة.
متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاري في الجنائز (١٢٧٣) عن إسماعيل، عن مالك به.
ورواه البخاري (١٢٧١)، ومسلم (٩٤١/ ٤٦) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام به مثله.