[١٣ - باب النزول من المنبر لأمر يحدث]
• عن بُريدة بن الحُصَيِّب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعِد بهما المنبرَ، ثمَّ قال: "صدقَ الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} رأيتُ هذين فلم أصبر". ثمَّ أخذ في الخطبة.
حسن: رواه أبو داود (١١٠٩) والترمذي (٣٧٧٤) والنسائي (١٤١٣) وابن ماجه (٣٦٠٠) من طرق عن حسين بن واقد، أخبرني عبد الله بن بُريدة، قال: سمعتُ أبي يقول، فذكره.
وإسناده حسن؛ من أجل الحسين بن واقد؛ فإنَّه حسن الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، إنَّما نَعرِفه من حديث الحسين بن واقد". وصحَّحه ابن خزيمة (١٤٥٦) وابن حبان (٦٠٣٩) والحاكم (١/ ٢٨٧) فرووه من طريق حسين بن واقد.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، وهو أصلٌ في قطع الخطبة، والنزول من المنبر عند الحاجة".
[١٤ - باب الأمر بالإنصات للخطبة يوم الجمعة]
• عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قلتَ لصاحبكَ: أنصِت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لَغَوتَ".
متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣٤) ومسلم في الجمعة (٨٥١) كلاهما من طريق الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب، أنَّ أبا هريرةَ أخبره، فذكره. ورواه مالك في "موطَّأ القعنبي" عنه، عن ابن شهاب به، كما ذكره الجوهري في "مسند الموطَّأ" (١٣٤)، ومن هذا الوجه أخرجه أبو داود (١١١٢) كما أخرجه أيضًا يحيى بن يحيى الأندلسي في موطَّئه عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ولفظه: "إذا قلت لصاحبك أنصت، والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت". كتاب الجمعة (٦)، وهي عند مسلم (٨٥١/ ١٢) من طريق سفيان، عن أبي الزناد، وفيه: "فقد لغيت".
قال أبو الزناد: "هي لغة أبي هريرة، وإنما هو: فقد لغوت".
ورواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: "إذا تكلَّمتَ يوم الجمعة فقد لغوت، أو لغيتَ"، يعني والإمام يخطب.
أخرجه ابن خزيمة (١٨٠٤) من طريق محمد بن معمر القيسي، ثنا حبان، ثنا وهيب، عن سهيل. وإسناده حسن، القيسي صدوق، وكذا سهيل بن أبي صالح.
• عن أُبَي بن كعبٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك، وهو قائم، فذكَّرنا بأيَّام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذرٍّ يغمِزني فقال: متى أُنزلت هذه السورة؟ إنِّي لم أسمعها إلَّا