للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآن، فأشار إليه أَن اسكتْ، فلمَّا انصرفوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرني؟ فقال أُبَي: ليس لك من صلاتك اليوم إلَّا ما لغوت، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، وأخبره بالذي قال أُبَي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق أُبَي".

حسن: رواه ابن ماجه (١١١١) وأحمد (٢١٢٨٧) كلاهما من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عطاء بن يسار، عن أبي بن كعب، فذكره، واللفظ لابن ماجه. وعند أحمد: قرأ يوم الجمعة براءة.

وإسناده حسن؛ لأنَّ الدراوردي، وشريكًا صدوقان، وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

وحسَّن إسناده المنذري في الترغيب، ورواه ابن خزيمة (١٨٠٧) والحاكم (١/ ٢٨٧) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، عن شريك، عن عطاء، عن أبي ذر فذكر نحوه، إلَّا أنَّه ذكر سورة براءة أيضا بدل سورة الملك.

وإسناد ابن خزيمة والحاكم صحيح، رجاله كلهم ثقات، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه".

وقال الذهبي: "ما أحسب عطاء أدرك أبا ذر".

قلت: أبو ذر توفي سنة (٣٢)، وكان مولد عطاء سنة (١٩) فلا يبعد إدراكه إياه. والله أعلم.

وقد رُوي هذا الحديث من وجوهٍ أُخرى مُختلفة أشار إليها البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٢٠).

ورُوي من حديث أبي الدرداء، قال: "جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا على المنبر، فخطب الناسَ، وتلا آية وإلى جنبي أبي بن كعب ... ". فذكر نحوه. وزاد في آخره: فقال: (يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -): "صدق أبي، فإذا سمعت إمامك يتكلَّم فأنصت حتَّى يفرغَ".

أخرجه الإمام أحمد (٢١٧٣٠): عن مكي، ثنا عبد الله بن سعيد، عن حرب بن قيس، عن أبي الدرداء.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا أنَّه منقطع؛ حرب بن قيس لم يسمع من أبي الدرداء، قال أبو حاتم: "لم يدرك أبا الدرداء، وهو مرسل، وهو في سن مالك بن أنس". "تحفة التحصيل: ٦٣".

ولا يصح ما رُوي عن أبي هريرةَ، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة إذ قال أبو ذر لأُبي بن كعب ... " وذكر نحوه.

رواه الطيالسي في مسنده (٢٤٨٦) والبزار (٦٤٣ - كشف الأستار) من طريق أسود بن عامر، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرةَ.

والصحيح أنَّ هذا الحديث يرويه أبو سلمة مرسلًا، لا يذكر فيه أبا هريرة. انظر "العلل" للدارقطني (٨/ ٥١).

وأمَّا ما رُوي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنَّه قال: دخل عبد الله بن مسعود المسجد والنبي - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>