وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: ما نقص مال عبد من صدقة ... " الحديث.
حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٢٦) عن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو نعيم، حدّثنا عبادة بن مسلم، حدّثنا يونس بن خبّاب، عن سعيد الطّائيّ أبي البختريّ، أنه قال: حدّثني أبو كبشة الأنماري فذكره. قال الترمذيّ: حسن صحيح.
وإسناده حسن من أجل يونس بن خبّاب تكلم فيه لسوء معتقده؛ لأنه كان غاليا في تشيّعه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن ما يرويه مؤيدًا لبدعته.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث والذي نفس محمد بيده، إن كنت لحالفًا عليهنّ: لا ينقص مالٌ من صدقة، فتصدَّقوا. ولا يعفو عبدٌ عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلّا رفعه الله بها عزًّا".
وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: "إلّا زاده الله بها عزًّا يوم القيامة".
ولا يفتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر".
رواه الإمام أحمد (١٥٧٤)، وأبو يعلى (٨٤٩)، والبزار -كشف الأستار (٩٢٩) - من حديث أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حدّثني قاصّ أهل فلسطين، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول (فذكره).
غير أنّ البزّار رواه من طريق يونس بن خبّاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. وخالفه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حدّثني قاص أهل فلسطين، فذكره.
قال البزّار: وحديث أبي سلمة عن قاص أهل فلسطين، عن عبد الرحمن أصح.
وفيه رجل لم يسم وهو قاص أهل فلسطين، وبه أعلّه الهيثميّ في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٠٥).
وأما يونس بن خبّاب وهو الأسيدي مولاهم الكوفي فمختلف فيه، أكثر أهل العلم على تضعيفه؛ لأنه كان يشتم الصحابة عمومًا، وعثمان -رضي الله عنه- خصوصًا قال أبو داود: كان شتّام الصحابة، وقال الجوزجاني: كذاب مفترٍ.
فالضّابط فيه وفي مثله أنه إذا حدّث بحديث لا يؤيّد مذهبه، ولم يظهر كذبه وخطؤه، فيكون حديثه حسنًا. وقد صحّح الترمذي له حديثا.
١١ - باب حثّ الإمام على الإنفاق في سبيل الله إذا رأى المصلحة في ذلك
• عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النِّمار -أو العباء- متقلِّدي السيوف عامتهم من مضر -بل كلهم من مضر- فتمعَّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأي بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فامر بلالًا فأذن وأقام فصلَّى ثم خطب فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ