[٣٧ - باب بيان نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان]
• عن عائشة أنها قالت: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريشٌ في الجاهلية، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه في الجاهليّة، فلما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان، كان هو الفريضة، وتُرك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركهـ".
متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٣٣) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي، - صلى الله عليه وسلم -, فذكرته.
ورواه البخاريّ في الصوم (٢٠٠٢) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، به، مثله. ورواه مسلم في العام (١١٢٥) من وجه آخر عن هشام، به.
• عن عبد الله بن عمر، أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صامه والمسلمون، قبل أن يفترض رمضان، فلما افتُرض رمضان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ عاشوراء يومٌ من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركهـ".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٥٠١)، ومسلم في الصيام (١١٢٦: ١١٧) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر العمري)، عن نافع، أخبرني عبد الله بن عمر، فذكره. واللفظ لمسلم.
وقوله: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراءه، أي بدون أن يكون عندهم علم بسبب هذا الصوم، لأنهم تلقوه من الشرع السابق هكذا.
سئل عكرمة عن ذلك فقال: أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، فقيل لهم: صوموا عاشوراء يكفر ذلك، هذا أو معناه.
كذا في المجلس الثالث من مجالس الباغندي الكبير، ذكره الحافظ في الفتح (٤/ ٢٤٦). فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ووجد أن اليهود أيضًا يصومون هذا اليوم، فألهم عن سبب ذلك، فعرف سيبه، فأمر بمخالفتهم.
• عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء، عام حجَّ وهو على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهذا اليوم: "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليَصُمْ، ومن شاء فليُفطِر".
متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٣٤) عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره.