"الزهد" (٣٣٩)، والحاكم (١/ ٣٧ - ٣٩) كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل المنهال بن عمرو؛ فإنه حسن الحديث.
والأحاديث الواردة في النهي عن الشرك كثيرة وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
١٤ - باب قوله: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)}
قوله: {شَعَائِرَ اللَّهِ} هي أعلام الدين الظاهرة التي تعبد الله الخلق بها، ومنها مناسك الحج والعمرة، فكل ما يتعلق بها من الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة وسوق الهدي وغيرها من الأعمال والأحكام الواردة في الكتاب والسنة، من الإحرام إلى الإحلال، هذه كلها من الشعائر التي أمر الله بتعظيمها.
١٥ - باب قوله: {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣)}
قوله: {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} أي: لكم في البدن منافع من اللبن والركوب وغيرها، فقد جاء في الصحيح.
• عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يسوق بدنة، فقال: "اركبها". قال: إنها بدنة. قال: "اركبها". قال: إنها بدنة. قال: "اركبها" ثلاثا.
متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٦٩٠) عن مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام وشعبة، قالا: حدثنا قتادة، عن أنس، فذكره.
ورواه مسلم في الحج (٣٧٣: ١٣٢٣) من وجه آخر عن أنس نحوه.
• عن أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله سُئل عن ركوب الهدي، فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا".
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٢٤) عن محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، فذكره.
وقوله: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: إلى وقت مقدر وهو وصولها إلى مكة ونحرها في منى وغيرها من فجاج مكة.
١٦ - باب قوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤)}
قوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} أي كل أمة مؤمنة لهم منسك واحد فقط وهو ما ذكر في هذه السورة يعني الحج إلى بيت الله العتيق.