ومن طريقة رواه أيضًا الإمام أحمد (١٣٨٧)، والبزار - كشف الأستار (٩٥٥).
وقوله: "حرة واقم" هي الحرة التي كانت بها الوقيعة التي أوقعها بهم مسلم بن عقبة أيام يزيد ابن معاوية، وهي إحدى حرتي المدينة، وهي الشرقية. والحرة الغربية يقال لها: "وبرة".
والحديث يدل على زيارة قبور الشهداء بأحد، وقد ثبت عن عقبة بن عامر كما مضى أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خرج في آخر حياته، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت.
وفي رواية: "صلى عليهم بعد ثمان سنوات كالمودع للأحياء".
[١٤٩ - باب إتيان مسجد قباء للصلاة فيه]
• عن عبد الله بن عمر، قال: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يأتي قباء راكبًا وماشيًا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (١١٩٤)، ومسلم في الحج (١٣٩٩) كلاهما من حديث نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وعندهما عن ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع: "فيصلي فيه ركعتين".
• عن سهل بن حنيف: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن تطهر في بيته، ثم أتي مسجد قباء، فصلى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة".
حسن: رواه النسائيّ (٢/ ٣٧)، وابن ماجه (١٤١٢)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٢) كلّهم من حديث محمد بن سليمان الكرماني، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف، يقول: قال: سهل ابن حنيف، فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد.
قلت: وفيه محمد بن سليمان المدني القبائي، روى عنه جماعة ووثّقه ابن حبان، وهو حسن الحديث؛ لأنّه توبع كما رواه البخاريّ في "تاريخه" (٨/ ٣٧٩) وله ما يشهد له. انظر: كتاب الصلاة.
١٥٠ - باب التعجيل في الرّجوع إلى البلد بعد انقضاء مناسك الحجّ
• عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا قضى أحدكم حجّه فليُعجل الرّحلة إلى أهله، فإنّه أعظم لأجره".
حسن: رواه الدارقطنيّ (٢٧٩٠)، والحاكم (١/ ٤٧٧) وعنه البيهقيّ (٥/ ٢٥٩) كلّهم من حديث أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، ثنا أبو ضمرة الليثيّ، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وهذا وهم منه فإن أبا مروان محمد بن عثمان ليس من رجال الشيخين، وإنما روي له ابن ماجه والنسائي في "الخصائص" غير أنه مختلف فيه، فوثقه أبو حاتم، وصالح جزرة، والذّهبي، إلا أنه