٢٧ - باب ما جاء أنّ يد اللَّه ملآى
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يد اللَّه ملآى لا يَغِيظُها نفقةٌ سحَّاءُ الليل والنهارَ". وقال: "أرأيتُم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يَغِضْ ما في يده". وقال: "وكان عرشُه على الماء، وبيده الأخرى الميزان، يخفضُ ويرفع".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١١) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ورواه مسلم في الزّكاة (٩٩٣) من وجهين عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن أبي هريرة، وفيه: "قال اللَّه تبارك وتعالى: يا ابن آدم أَنْفق أُنْفق عليك". وقال: "يمين اللَّه ملآى سحاء لا يغيضها شيءٌ اللَّيل والنَّهار".
ومن طريق همَّام بن منبه، عن أبي هريرة، وفيه: "إنّ اللَّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك". وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يمين اللَّه ملآى لا يغيضها سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق مُذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه". قال: "وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض".
ومن هذا الطّريق رواه أيضًا البخاريّ (٧٤١٩).
وقوله: "سحّاء" بالمدّ على وزن فعلاء.
قال النوويّ: "جاءت هذه اللفظة على وجهين: أحدهما "سحًّا" بالتنوين على المصدر وهو الأصح الأشهر. والثاني: "سحَّاء" بالمد".
قال ابن الأثير في "النهاية" أي دائمة الصّب والهطل بالعطاء، يقال: سحَّ يسُحُّ سَحًّا فهو ساحٌّ.
٢٨ - باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
قال اللَّه تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [سورة الفتح: ١٠].
• عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من المال، فألْتحفُتُ، فقال: "يا حكيم ما أنكرَ مسألتَك! يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حُلوة، وإنَّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى".
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٥٣٢١)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢١٦ - ٢١٧) كلاهما من حديث ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، فذكره، ولفظهما سواء.
وصحّحه ابن خزيمة، وأخرجه في كتاب التوحيد (١٠٣، ١٠٤)، والحاكم (٣/ ٤٨٤) كلاهما من هذا الوجه.