بقوله: "اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض" رواه مسلم.
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣].
وقد نقل البيهقي قول عاصم بن عمر بن قتادة: لكني والله ما يسرني أنه كان غودر معهم. ومعنى غودر - ترك مع القتلى.
أما التمني العام أن يقتل ثم يحيى، ثم يقتل، ثم يحيى إلى آخره فهو أمر يختلف عن هذا.
وقوله: نُحص الجبل - بضم النون - أصل الجبل وسفحه.
[١٨ - باب بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ونساء الأنصار على حمزة]
• عن جابر بن عبد الله قال: لما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل حمزة بكى، فلما نظر إليه شهق.
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١٧٩٤) عن مسلم بن جنادة أبي السائب، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
• عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بنساء عبد الأشهل يبكين هلْكاهن يوم أحد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكن حمزة لا بواكي له" فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ويحهن ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم".
حسن: رواه ابن ماجه (١٥٩١) وأحمد (٤٩٨٤) والحاكم (٣/ ١٩٥) كلهم من حديث أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. واللفظ لابن ماجه.
وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد فإنه حسن الحديث.
وسبق في الجنائز أخبار أخرى عن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
[١٩ - باب غسل الملائكة حنظلة الراهب]
• عن يحيى بن عباد بن الزبير، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى بعضهم إلى دون الإعراض إلى جبل بناحية المدينة، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان حنظلة بن أبي عامر الثقفي هو وأبو سفيان بن حرب فلما استعلاه حنظلة رآه شدّاد بن الأسود فعلاه شداد بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن صاحبكم حنظلة تغسّله الملائكة فسلوا صاحبته" فقالت: خرج وهو جنب لما سمع