وقوله: "استطلق" من الاستطلاق وهو الإسهال، والاسهال لا يكون إِلَّا إذا اجتمع في البطن المادة الفاسدة، فيجب استخراجها، والعسل أنفع وأسرع ما يُخرج هذه المادة الفاسدة.
[١٧ - باب ما قيل في السنا والسنوت]
رُوي عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت أبا أبي بن أم حرام، -وكان قد صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلتين-، يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "عليكم بالسنا، والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء، إِلَّا السام"، قيل: يا رسول الله، وما السام؟ قال: "الموت".
قال عمرو: قال ابن أبي عبلة: السنّوت، الشِّبْت، وقال آخرون: بل هو العسل الذي يكون في زقاق السمن، وهو قول الشاعر:
هم السمن بالسنُّوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يتقردا
رواه ابن ماجه (٣٤٥٧)، والحاكم (٤/ ٢٠١) كلاهما من حديث عمرو بن بكر السكسكيّ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وتعقبه الذّهبيّ فقال: عمرو اتهمه ابن حبَّان وقال ابن عدي: له مناكير.
قلت: وهو كما قال، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وقال الحافظ في التقريب: "متروك".
إذا كان هذا حاله فتصحيح الحاكم له دليل على تساهله، فقد أكّد الذّهبيّ وغيره أنه أدخل في كتابه الأحاديث الموضوعة.
وللحديث شواهد واهية ليس منها شيء على شرط الجامع الكامل.
و"السنوت": هو العسل كما سبق.
و"السنى": نبات يعالج به مريض الامساك.
[١٨ - باب التداوي بالحبة السوداء]
• عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "في الحبة السوداء شفاء من كل داء إِلَّا السام".
قال ابن شهاب: والسام: الموت، والحبة السوداء: الشُّونيز.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الطب (٥٦٨٨)، ومسلم في السّلام (٢٢١٥) كلاهما من طريق اللّيث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبرهما فذكره.
• عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا