فمن كان له بعير فليشد عقاله" فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول ابن العلماء، صاحب أيلة، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهدى له بردا، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عن حديقتها "كم بلغ ثمرها؟ " فقالت: عشرة أوسق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث" فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: "هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه" ثم قال: "إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج، ثم دأر بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير" فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير دور الأنصار، فجعلنا آخرًا، فأدرك سعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله! خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرًا، فقال: "أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار".
متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (١٤٨١) ومسلم في الفضائل (١١: ١٣٩٢) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد الساعدي قال: فذكره.
قوله: "ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج" هذا خطأ، والصواب "بني حارث بن الخزرج" كما عند البخاري بحذف كلمة "عبد".
انظر: شرح النووي لصحيح مسلم.
[١١ - باب إخباره عن الخوارج]
• عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل". فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: "دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس". قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد