المتأخرين عنه دون الاحتجاج بها.
وعبد الوهاب بن عطاء المعروف بالخفاف ممن سمع منه قبل الاختلاط، وهو القائل: إنّ سعيدًا خولط سنة (١٤٨)، وعاش بعدما خولط تسع سنين.
وعبد الوهاب حسن الحديث.
وقوله: "فرُفعت" أي رفع علم تلك الليلة بعد أن علم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يخبر بها أصحابه، ولذلك قال: "فالتمسوها في كذا وكذا".
ولا يصح من قال: "رفعت ليلة القدر إلى الأبد ولا تعود".
• عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، والتمسوها في التاسعة، والسابعة والخامسة"، قال: قلت: يا أبا سعيد، إنّكم أعلم بالعدد منا. قال: أجل، نحن أحقّ بذلك منكم. قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضتْ واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة. فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
صحيح: رواه مسلم (١١٦٧: ٢١٧) عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، حدّثنا سعيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أبو داود (١٣٨٣) واللفظ له، وأما لفظ مسلم ففي أوله ذكر الاعتكاف. انظره في موضعه.
١٠ - باب إنّها في ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين
• عن عبد الله بن مسعود، قال: سئل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر، فقال: "كنتُ أُعلمتها، ثم انفلتت مني، فاطلبوها في سبع يبقين، أو ثلاث يبقين".
حسن: رواه البزار -كشف الأستار (١٠٢٨) - عن عبد الله بن يوسف، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن الزبير بن عدي، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن الجهم، وشيخه عمرو بن أبي قيس، فهما صدوقان.
وذكره الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٧٦) وقال: "رجاله ثقات".
١١ - باب تحري ليلة القدر في السّبع الأواخر
• عن ابن عمر، أنّ رجالًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُرُوا ليلة القدر في المنام في السّبع الأواخر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي أرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السّبع