فقالوا: يا رسول الله، ها هو ذا إلى جنب سبعة قدم، ثم قتلوه، فأتاه النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقام عليه، فقال:"قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه" مرتين أو ثلاثًا، ثمّ وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه، وحَفَر له، ما له سرير إِلَّا ساعدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ وضعه في قبره، ولم يذكر أنه غسَّله.
قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. وحدَّث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا، قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:"اللهم صب عليها الخير صبا، ولا تجعل عيشها كدًّا كدًّا" قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها.
صحيح: رواه أحمد في مسنده (١٩٧٨٤) عن عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي فذكره.
وفي رواية: أن المرأة تلتْ قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ}. .. الآية.
الذي أنعم الله عليه، وأنعم عليه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هو زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان من جملة إنعام الله عليه أن الله عَزَّ وَجَلَّ هداه للإسلام ووفقه لمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكان من جملة إنعام الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه أعتقه من الرق.
• عن أسامة بن زيد قال: كنت في المسجد فأتاني العباس، وعلي بن أبي طالب، فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقلت: عليّ والعباس يستأذنان، فقال: أتدري ما حاجتهما؟ قلت: لا والله، قال: لكني أدري، قال: فأذن لهما، قالا: يا رسول الله، جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك؟ قال:"أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد"، فقالا: يا رسول الله، ما نسألك عن فاطمة، قال:"فأسامة بن زيد ابن الذي أنعم الله عليه، وأنعمت عليه".
حسن: رواه البزّار (٢٦١٩، ٢٦٢٠) من طرق عن أبي عوانة، قال: أخبرني عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حَدَّثَنِي أسامة بن زيد فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمر بن أبي سلمة فإنه حسن الحديث.
ورواه الترمذيّ (٣٨١٩) من هذا الوجه، وزاد في آخر الحديث، فقال: قالا: ثمّ من؟ قال: