للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣ - باب قوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦)}

قوله: {اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} وهي: المحرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الأخرى، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة. وهي اثنا عشر شهرا في كتاب الله - أي في حكم الله؛ لأن هذه الأشهر كل له أحكام تخصه من التعظيم والعبادات وغيرها.

قوله: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب كما سيأتي في حديث أبي بكرة المذكور في تفسير الآية التي بعدها.

١٤ - باب قوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}

قوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} النسيئ هو التأخير، يقال: أنسأ الله في أجله - أي - أخّره. ومنه: النسيئة في البيع.

وكانت العرب إذا احتاجت إلى حرب قوم أخرت شهرا إلى شهر لتخرج من الأشهر الحرم. فحذّر الله سبحانه تعالى بأن هذا الفعل القبيح لا يزيدهم إلا كفرا، ومن أجل تأخير شهر عن شهر من ميقاته وقع الخلل في الأشهر.

وبقي الأمر هكذا إلى أن بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرض الله الحج، وأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحج في الأشهر المعلومات، أدار الله الأشهر في ميقاتها. كما في الحديث الآتي:

• عن أبي بكرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، ثم قال: "أيّ شهر هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: "أليس ذا الحجة؟ " قلنا: بلى. قال: "فأي بلد هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: "أليس البلدة؟ ". قلنا: بلى. قال: "فأي يوم هذا؟ ". قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتى ظننا

<<  <  ج: ص:  >  >>