٣ - باب قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٢)}
قتل الأنبياء من الكبائر.
وأما ما روي عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قلت: يا رسول اللَّه، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: "رجل قتل نبيا، أو رجل أمر بالمنكر، ونهى عن المعروف"، ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢١)} إلى قوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٢)} ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا عبيدة! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا، من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة وسبعون رجلا من بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم، فهم الذين ذكر اللَّه عز وجل" فهو ضعيف.
رواه ابن جرير في تفسيره (٥/ ٢٩١)، والبزار (١٢٨٥)، وابن أبي حاتم (٢/ ٦٢٠) كلهم من طريق محمد بن حمير، حدثني أبو الحسن مولى لبني أسد، عن مكحول، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح، فذكره.
وقال البزار: "لا نعلم له عن أبي عبيدة غيرِ هذه الطريق، ولم نسمع أحدا سمى أبا الحسن هذا الذي روى عنه محمد بن حمير" يعني: أبو الحسن مجهول.
تنبيه: تحرف "محمد بن حمير" في تفسير ابن أبي حاتم إلى "محمد بن حمزة".
٤ - باب قوله: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)}
قوله: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} أي: فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه، كما حكاه البخاري في الأدب باب المداراة مع الناس، عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.
وقال ابن عباس: ليس التقية بالعمل، وإنما التقية باللسان.
وقال البخاري: قال الحسن: التقية إلى يوم القيامة.
• عن عائشة قالت: استأذن على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: "ائذنوا له، بئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة" فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول اللَّه، قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول؟ فقال: "أي عائشة! إن شر الناس منزلة عند اللَّه من تركه -أو ودعه- الناس اتقاء فحشه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦١٣١) ومسلم في البر والصلة (٢٥٩١) كلاهما عن قتيبة