كانت غزوة بني قريظة في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة عقب غزوة الأحزاب. وكان سببه نقض بني قريظة العهد الذي بينهم وبين النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في وقت غزو قريش المدينة. فأمر الله تعالى نبيه بالتوجه إليهم لقتالهم.
١ - باب خروج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة
• عن عائشة قالت: لما رجع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل أتاه جبريل عليه السّلام فقال: قد وضعت السلاح، والله! ما وضعناه. فاخرج إليهم، قال:"فإلى أين؟ " قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٧) ومسلم في الجهاد (١٧٦٩) كلاهما من حديث ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة واللّفظ للبخاريّ. وسيأتي مطولًا.
• عن أنس قال: كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة.
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٨) عن موسى حَدَّثَنَا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن أنس فذكره.
• عن كعب بن مالك قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب رجع، فوضع لأمته، واستجمر - زاد دحيم في حديثه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فنزل جبريل عليه السّلام فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة، وما وضعناها بعد" فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إِلَّا في بني قريظة، فلبسوا السلاح، وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتَّى غربت الشّمس، واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم: صلوا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرد أن تتركوا الصّلاة، وقال بعضهم: عزم علينا أن لا نصلي حتَّى نأتي بني قريظة، وإنما نحن في عزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فليس علينا إثم، فصلت طائفة العصر إيمانًا واحتسابًا، وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشّمس فصلوها إيمانًا واحتسابًا، فلم يعنف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة من الطائفتين.