وقوله:{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} أي من الحدث والخبث؛ لأنه كان من الممكن أن يكون بعضهم محدثين وبعضهم مجنبين، فأراد اللَّه أن يطهرهم ظاهرا، ويطهرهم من وساوس الشيطان ورجزه باطنا.
• عن علي بن أبي طالب قال: -في سياق قصة بدر- ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها، من المطر. . . . الحديث.
صحيح: رواه أحمد (٦٤٨) عن حجاج، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي، فذكره في حديث طويل، وهو مذكور في موضعه.
وكان نزول المطر لسببين: أحدهما أن الأرض كانت رملة. فبعث اللَّه المطر عليها لتثبت الأقدام. والثاني: إن الشيطان قد وسوس لهم بأن منهم من لم يتطهر من الحدث الأصغر والأكبر. فاغتسل المسلمون، فصاروا متطهرين ظاهرا وباطنا، وبهذا أذهب اللَّه رجز الشيطان.
• عن أبى هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"اجتنبوا السبع الموبقات". قالوا: يا رسول اللَّه، وما هن؟ قال:"الشرك باللَّه، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللَّه إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدني، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، فذكره.
وأما ما روي عن بشير بن الخصاصية السدوسي قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبايعه، قال: فاشترط علي: شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن أقيم الصلاة، وأن أؤدي الزكاة، وأن أحج حجة الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل اللَّه. فقلت: يا رسول اللَّه، أما اثنتان، فواللَّه ما أطيقهما: الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولى الدبر، فقد باء بغضب من اللَّه، فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي، وكرهت الموت، والصدقة فواللَّه ما لي إلا غُنيمة وعشر ذود، هن رسل أهلي وحمولتهم. قال: فقبض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده، ثم حرك يده، ثم قال:"فلا جهاد ولا صدقة، فبم تدخل الجنة إذًا؟ ". قال: قلت: يا رسول اللَّه، أنا أبايعك. قال: فبايعته عليهن كلهن. فهو غريب.
رواه أحمد (٢١٩٥٢)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣٢)، والحاكم (٢/ ٧٩ - ٨٠)، والبيهقي (٩/ ٢٠) كلهم من طرق عن جبلة بن سُحيم، عن أبي المثنى مؤثر بن نفادة الكوفي قال: سمعتُ بشير ابن الخصاصية السدوسي قال: فذكره.