الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
١١ - باب قوله: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤)}
إن الله عز وجل نهى عن سوء التصرف في مال اليتيم، وأمر بحسن التصرف فيه، ومما فيه مصلحة لليتيم. وقد جاء في الحديث الصحيح:
• عن أبي ذر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أبا ذر! إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي: لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٢٦) من طرق عن عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره.
١٢ - باب قوله: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٣٥)}
إن الله عز وجل أمر بإيفاء الكيل والوزن، ونهى عن البخس، والتطفيف في ذلك، ومن ترك شيئا لله عز وجل أعطاه الله خيرا من ذلك، كما جاء في الحديث:
• عن أبي قتادة، وأبي الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدوي: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يعلمني مما علّمه الله، وقال: "إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه".
صحيح: رواه أحمد (٢٠٧٣٩) عن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قا لا: فذكره. وإسناده صحيح.
١٣ - باب قوله: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤)}
أي أن المخلوقات كلها تسبح بحمد الله تعالى، ولكن الناس لا يفقهون تسبيحها، وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على ذلك، منها:
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن نبي الله نوحا - صلى الله عليه وسلم - لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع