نحوًا من ميلين من مكَّةَ.
صحيح: رواه أبو يعلى (٥٦٠٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ٤٥١). و "الأوسط" (٥/ ٤٦٩) من طرق، عن سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا نافع بن عمر الجمحي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، فذكر مثله. ومن هذا الوجه أخرجه السراج في مسنده (١٧) وإسناده صحيح.
قال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلَّا نافع بن عمر، تفرَّد به ابن أبي مريم".
قلت: نافع بن عمر هو: الجمحي المكي ثقة ثبت.
وابن أبي مريم هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجُمحي بالولاء أبو محمد المصري، ثقة ثبت أيضًا. وكلاهما من رجال الجماعة.
قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٠٣): "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات من أهل الصحيح".
• عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد البراز انطلق حتَّى لا يراه أحد حسن: رواه أبو داود (٢) وابن ماجه (٣٣٤) كلاهما من طريق إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكر مثله. واللفظ لأبي داود. ولفظ ابن ماجه: قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي البراز حتَّى يتغيَّبَ فلا يُري".
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عبد الله فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا كان لحديثه أصول ثابتة. وهذا منه.
[٢٩ - باب ما جاء في النهي عن البول قائما]
• عن عائشة قالت: من حدّثكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبول قائما فلا تصدقوه؛ ما كان يبول إلا قاعدا.
حسن: رواه الترمذي (١٢) والنسائي (٢٩) وابن ماجه (٣٠٧) كلهم من طريق شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة به.
قال الترمذي: "حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصحّ".
إلا أنه لم يحكم عليه بالصّحة ولا بالحسن، وإنما قال: "أحسن شيء في الباب وأصحّ" بمقابل حديث عمر قال: "رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبول قائما فقال: "يا عمر! لا تَبُلْ قائما"، قال: فما بُلتُ قائما". قال الترمذي: "إنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعّفه أيوب السختياني وتكلم فيه" انتهي.
قلت: وحديث عمر هذا أخرجه أيضًا ابن ماجه (١/ ١١٢) من طريق عبد الكريم بن أبي