لنا بخير، فأمر بنا، أو أمر لنا بشيء من التمر، والشأنُ إذ ذاك دُون، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام متوكِّئًا على عصًا، أو قوسٍ، فحمد الله، وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثمّ قال: "أيُّها الناس! إنَّكم لن تُطيقوا، أو لن تفعلوا كلَّ ما أُمِرتُم به، ولكن سَدِّدُوا وأبشروا".
حسن: رواه أبو داود (١٠٩٦) عن سعيد بن منصور، ثنا شهاب بن خراش، حَدَّثَنِي شعيب بن رُزَيق الطائفي فذكره.
قال أبو عليّ: سمعتُ أبا داود قال: ثَبَّتني في شيء منه بعض أصحابنا.
وإسناده حسن لأجل شهاب بن خراش وشيخه شُعيب بن رُزيق فهما في مرتبة "صدوق".
والحديث أخرجه الإمام أحمد (١٧٨٥٦)، وابن خزيمة (١٤٥٢)، والبيهقي (٣/ ٢٠٦) كلّهم من طرق عن شهاب بن خراش به نحوه.
قال الحافظ في "التلخيص": "إسناده حسن، فيه شهاب بن خراش، وقد اختلف فيه، والأكثر وثَّقوه، وقد صحَّحه ابن السكن وابن خزيمة". انتهى.
ويشهد له مرسل عطاء. قال ابن جريج: قلت لعطاء: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم إذا خطب على عصا، قال: نعم، وكان يعتمد عليها اعتمادًا، رواه البيهقي.
[٢٠ - باب ما جاء في اجتماع العيد والجمعة]
• عن عطاء بن أبي رباح قال: صلى بنا ابن الزُّبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار، ثمّ رُحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلَّينا، وُحدانًا، وكان ابن عباس بالطائف، فلمّا قدم ذكرنا ذلك له، فقال: أصاب السنة.
صحيح: رُوي هذا بثلاثة أسانيد وكلها صحيحة.
الأوّلى: ما رواه أبو داود (١٠٧١) عن محمد بن طريف البجليّ، حَدَّثَنَا أسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح فذكره، وإسناده صحيح.
والثانية: ما رواه أبو داود أيضًا (١٠٧٢) عن يحيي بن خلف، حَدَّثَنَا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزُّبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعًا، فصلاهما ركعتين بكرة، ولم يزِدْ عليهما حتَّى صلَّى العصر.
وهذا إسناده أيضًا صحيح إِلَّا أن ابن جريج مدلِّس ولم يُصرّح بالتحديث ولكن جاء عنه أنه قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه، وإن لم أقل. سمعتُ.
فقوله قال: يحمل على التحديث.
والثالثة: ما رواه النسائيّ (١٥٩٢) عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا يحيى، قال: حَدَّثَنَا عبد