للخاص والعام. وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل: ظنه مدحا؛ وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في علم الدين؛ إذ لم يبلغه إلا واحد من الصحابة".
١٠ - باب ما رُوي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
روي عن ابن عباس أنه أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: أفْ وتُفْ، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله" قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: "أين علي؟ " قالوا: هو في الرحى يطحن. قال: "وما كان أحدكم ليطحن؟ ! " قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي.
قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه، فأخذها منه، قال: "لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه" قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: فتركه، ثم أقبل على رجل منهم، فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " فأبوا، قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة".
قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣].
قال: وشرى عليٌّ نفسه، لبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نام مكانه. قال: وكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق نحو بئر ميمون، فأدرِكْه. قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله: "لا" فبكى عليٌّ، فقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" قال: وقال له رسول الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره.