قرآن يحرّمه. وقد كان يُسلَّم عليَّ حتى اكتويتُ، فتُرِكتْ، ثم تَركتُ الكيَّ فعاد".
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٢٢٦: ١٦٧) من حديث شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف، به.
قال أبو داود (٤/ ٢٠٠): "وكان (يعني عمران بن حصين) يسمع تسليم الملائكة، فلما اكْتوى انقطع عنه، فلما ترك رجع إليه".
قال القرطبيّ: "إنّ الملائكةَ كانتْ تسلِّمُ عليه إكْرامًا له، واحترامًا إلى أن اكْتوى، فتركتِ السّلامَ عليه، ففيه إثبات كرامات الأولياء، وأنّ الكيَّ ليس بمحرّم كما قدّمنا في الإيمان، ولكن تركهـ أولى". "المفهم" (٣/ ٣٥١).
٤٦ - باب ما جاء في أمر الملائكة للسّحاب: اسقِ حديقة فلان
• عن أبي هريرة، عن النّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بينا رجلٌ بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسْقِ حديقة فلان، فتنحَّي ذلك السَّحابُ فأفرغ ماءه في حرّة. فإذا شَرْجَةٌ من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه، فتتبع الماء فإذا رجلٌ قائم في حديقته يحول الماء بِمِسْحاتِه فقال له: يا عبد اللَّه، ما اسمك؟ قال: فلان -للاسم الذي سمع في السحابة- فقال له: يا عبد اللَّه، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إنّي سمعتُ صَوْتًا في السَّحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسْق حديقَةَ فلان لاسمك فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثَه".
صحيح: رواه مسلم في كتاب الزهد (٢٩٨٤) من طرق عن يزيد بن هارون، حدّثنا عبد العزيز ابن أبي سلمة، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عُمير اللّيثيّ، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وقوله: "حرة" الحرّة أرض بها حجارة سود كثيرة.
وقوله: "شرجة" وجمعها شِراج - وهي مسايل الماء في الحرار.
٤٧ - باب ما جاء في أنّ الملائكة باسطو أجنحتها على الشّام
• عن زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نؤلّف القرآن من الرّقاع، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "طوبى للشّام". فقلنا: لأيّ ذلك يا رسول اللَّه؟ قال:"لأنّ ملائكة الرّحمن باسطة أجنحتها عليها".
صحيح: رواه الترمذيّ (٣٩٥٤)، وأحمد (١٢٦٠٦، ١٢٦٠٧)، وابن حبان (٧٣٠٤)، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(٢/ ٣٠١) كلهم من طرقٍ عن يزيد بن أبي حبيب، عن