ويظهر من هذا أن هذه الآية، والآية التي في سورة الإسراء نزلت في وقتين مختلفين فجمعهما الصحابي في حديث واحد.
قوله:{مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} كلام الله من جملة صفاته وهو غير مخلوق لا بداية له ولا نهاية كغيره من الصفات مثل العلم والقدرة والرحمة والحكمة، فلا يُحدّ بحدٍّ، فأيُّ سعة وعظمة تصورها القلوب فالله فوق ذلك، وهكذا سائر صفات الله تعالى.
وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على بشرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنها:
• عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم، فقال:"إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صدق، فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها".
متفق عليه: رواه البخاري في المظالم (٢٤٥٨)، ومسلم في الأقضية (١٧١٣) كلاهما من حديث ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن زينب بنت أم سلمة أخبرته، أن أمها أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرتها، فذكرته.
• عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني".
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٤٠١) ومسلم في المساجد (٥٧٢) كلاهما عن عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله، فذكره في حديث طويل. انظر للمزيد كتاب الإيمان.