والصّحابيّة غير المسماة هي حبيبة بنت أبي تجراة، ويجوز أن تكون غيرها، وصفية بنت شيبة سمعتْ منهما جميعًا.
٥٧ - باب أنّ السعي سبعةُ أشواط يبدأ بالصّفا وينتهي بالمروة
• عن جابر بن عبد الله، قال: ثُمَّ خَرَجَ مِن الْبَابِ إِلَى الصَّفَا فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨] أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ ... حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَة ... الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدنيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره في الحديث الطّويل.
وأخرجه مالك في الحج (١٢٦) عن جعفر بن محمد بن علي، به، مختصرًا.
٥٨ - باب بقي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في منزله بعد الطواف والسّعي ولم يرجع إلى الكعبة إلا لطواف الإفاضة
• عن عبد الله بن عباس، قال: قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مكة، فطاف وسعي بين الصّفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة.
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٢٥) عن محمد بن أبي بكر، حدّثنا فضيل، حدّثنا موسي ابن عقبة، أخبرني كريب، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
٥٩ - باب ما شرع رمي الجمار والسعي إلّا لإقامة ذكر الله
• عن عائشة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّما جُعل رمي الجمار والسّعي بين الصّفا والمروة لإقامة ذكر الله".
حسن: رواه أبو داود (١٨٨٨)، والترمذي (٩٠٢) كلاهما من حديث عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته. قال الترمذيّ: "حديث حسن صحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في عبيد الله بن أبي زياد اختلف فيه قول ابن معين، فمرة قال: ضعيف، وأخرى: ليس به بأس، وكذلك النسائي، فقال مرة: ليس بالقوي، وقال أخرى: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ولا المتين، هو صالح الحديث يكتب حديثه، ومحمد بن عمرو أحبّ إليَّ منه، يحوّل من كتاب الضعفاء (يعني كتاب الضعفاء للبخاريّ). والخلاصة فيه كما قال ابن عدي: "قد حدّث عنه الثقات، ولم أر في حديثه شيئًا منكرًا".