[جموع ما جاء في هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من مكة إلى المدينة]
[١ - باب صفة الأرض التي يهاجر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
• عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضًا بقرًا، والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر.
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٦٢٢) ومسلم في الرؤيا (٢٠: ٢٢٧٢) كلاهما من طريق حماد بن أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
• عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين - وهما الحرتان - فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٩٠٥) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت: فذكرته في حديث طويل في قصة ستأتي في باب آل أبي بكر في إعداد العدة للهجرة.
وأما ما رُوي عن جرير بن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله أوحى إلى: أي هؤلاء الثلاثة، نزلت فهي دار هجرتك: المدينة أو البحرين، أو قنسرين" فهو ضعيف جدًّا.
رواه الترمذي (٣٩٢٣) عن الحُسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد، عن غيلان بن عبد الله العامري، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير بن عبد الله فذكره.
قال الترمذي:"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى، تفرد به أبو عمار".
أبو عمار هو الحسين بن حريث شيخ الترمذي وهو ثقة فلا يضر تفرده، وإنما آفته غيلان بن عبد الله العامري ذكره ابن حبان في "الثقات"(٧/ ٣١١) وقال: "روى عن أبي زرعة حديثا منكرًا في الهجرة".
قلت: ومن طريقه رواه أيضًا الحاكم (٣/ ٣٠٢) وقال: صحيح الإسناد. ثم هو مخالف لما في الصحيح من ذكر اليمامة، وأما قنسرين فهي من أرض الشام.