شعير وإهالة سنخة، ولقد سمعته يقول: "ما أصبح لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا صاعٌ ولا أمسى"، وإنهم لتسعةُ أبيات.
صحيح: رواه البخاريّ في الرهن (٢٥٠٨) عن مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن أنس فذكره.
وقوله: "وإنهم لتسعة أبيات" أي إن عنده لتسع نسوة كما رواه في البيوع (٢٠٦٩) بالإسناد نفسه وجاء فيه: "ما أمسى عند آل محمد صاع بر، ولا صاع حب". وإن عنده لتسع نسوة.
[١٣ - باب ما جاء في الائتدام بالسمن]
• عن أنس: أن أم سليم أمه عمدتْ إلى مُدّ من شعير جشّتْه، وجعلت منه خطيفةً، وعصرتْ عُكَّةً عندها، ثمّ بعثني إلى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فأتيتُه وهو في أصحابه - الحديث.
وفي لفظ: "ثمّ عمدت إلى عُكة كان فيها شيء من سمنٍ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٥٠) عن الصلت بن أحمد، ثنا حمّاد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس. ورواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٠) من وجوه أخرى عن أنس.
واللّفظ الآخر عند الإمام أحمد (١٢٤٩١) من طريق حمّاد بن زيد، عن هشام (هو ابن حسان القردوسي)، عن محمد (هو ابن سيرين) عن أنس فذكره.
قوله: "خطيفة" وزن عَصيدة ومعناه، وقيل: أصله أن يؤخذ لبن ويُدَرْ عليه دقيق، ويطبخ ويلعقها الناس، فيخطفونها بالأصابع والملاعق، فسميت بذلك وهي فعيلة بمعنى مفعولة. الفتح (٩/ ٥٧٤).
• عن جابر: أن أم مالك كانت تهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها، فيسألون الأدم، وليس عندهم شيء، فتعمِدُ إلى الذي كانت تهدي فيه للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتَّى عصرتْه، فأتت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "عصرتيها؟ " قالت: نعم قال: "لو تركتيها ما زال قائمًا".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٢٨٠) عن سلمة بن شبيب، ثنا الحسن بن أعين، ثنا معقل، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.
وأمّا ما رُوي عن ابن عمر قال: دخل عليه عمر - وهو على مائدته - فأوسع له عن صدر المجلس، فقال: بسم الله. ثمّ ضرب بيده فلقمَ لقمةً. ثمّ ثنّى بأخرى. ثمّ قال: إني لأجد طعم دسم، ما هو بدسم اللحم؟ . فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين إني خرجتُ إلى السوق أطلب السمين لأشتريه، فوجدته غاليا. فاشتريت بدرهم من المهزول، وحملتُ عليه بدرهم سمنا. فأردتُ أن يتردد عيالي عظما عظما. فقال عمر: ما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قطّ إِلَّا أكل أحدهما، وتصدق