وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٠٨)، والحاكم (١/ ٤٥٤) كلاهما من هذا الوجه وقال: "صحيح على شرط مسلم". وأصله في صحيح البخاريّ (١٦٠٥) كما مضى.
قال ابن خزيمة: "إنّ السنة قد كان يسنّها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعلّة حادثة، فتزول العلّة، وتبقى السنة إلى الأبد؛ إذ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رمل في الابتداء، واضطبع ليُري المشركين قوّته وقوّة أصحابه، فبقي الاضطباع والرَّمل سنتان إلى الأبد".
٤٢ - باب ما جاء في الاضطباع في الطّواف
• عن ابن عباس، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اضْطَبَعَ، فَاسْتَلَمَ وَكَبَّرَ، ثُمَّ رَمَلَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، وَكَانُوا إِذَا بَلَغُوا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ وَتَغَيَّبُوا مِنْ قُرَيْشٍ مَشَوْا، ثُمَّ يَطْلُعُونَ عَلَيْهِمْ يَرْمُلُونَ، تَقُولُ قُرَيْشٌ: كَأَنَّهُم الْغِزْلانُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَكَانَتْ سُنَّةً.
حسن: رواه أبو داود (١٨٨٩)، وابن ماجه (٢٩٥٣) كلاهما من حديث ابن خثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، فذكر الحديث، واللّفظ لأبي داود.
وفي لفظ لابن ماجه: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين أرادوا دخول مكة في عمرته بعد الحديبية: "إنّ قومكم غدًا سيرونكم، فليرونكم جلدًا".
ورواه الإمام أحمد (٢٧٩٢)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٠٠)، وابن حبان (٣٨١٤) كلّهم من هذا الوجه، واختصره ابن خزيمة.
وإسناده حسن من أجل الكلام في ابن خثيم فإنه صدوق، وقد حسّنه أيضًا الحافظ المنذريّ وغيره.
• عن يعلى بن أميّة، قال: طافَ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُضطبعًا بُبردٍ.
حسن: رواه أبو داود (١٨٨٣)، والترمذيّ (٨٥٩)، وابن ماجه (٢٩٥٤) كلّهم من طريق سفيان، عن ابن جريج، عن عبد الحميد، عن ابن علي بن أمية، عن أبيه، فذكره.
إلّا أنّ أبا داود لم يذكر بين ابن جريج وبين ابن يعلى "عبد الحميد" والصواب إثباته وكذلك رواه الدارمي (١٨٨٥)، والإمام أحمد (١٧٩٥٢) إلا أنه أبهم الرجل.
قال الترمذيّ: "هذا حديث الثوري عن ابن جريج، ولا نعرفه إلا من حديثه. وهو حديث حسن صحيح، وعبد الحميد هو ابن جبيرة بن شيبة، عن ابن يعلى، عن أبيه، وهو يعلى بن أمية".
وأما ابن يعلى بن أمية فرجّح المزي والحافظ ابن حجر وغيرهما أنه صفوان بن يعلى، إذ إن ليعلى ابن أمية أربعة أولاد وهم: صفوان، ومحمد، وعثمان، وعبد الرحمن، وكلّهم يروون عن أبيهم.
قال المزي: إن لم يكن صفوان بن يعلي فلا أدري من هو؟ .
وصفوان ثقة من رجال الشيخين، وهو أشهرهم