• عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا" فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: ٤٣].
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٧) من طرق عن عبد الرزاق قال: قال الثوري: فحدثني أبو إسحاق، أن الأغر حدثه، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، فذكراه.
• عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول اللَّه! حدّثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: "لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه".
حسن: رواه أحمد (٨٠٤٣)، وعبد بن حميد (١٤٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٨٧) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا أبو مجاهد سعد الطائي، حدّثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي المدلة؛ فإنه حسن الحديث، فقد وثقه ابن ماجه، وذكره ابن حبان في الثقات.
والكلام على أبي المدلة مبسوط في كتاب الصيام.
وقوله: "ملاطها" بكسر الميم، هو الطين الذي يجعله البناء بين كل طبقتين من لبنات الحائط.
وروي عن ابن عمر قال: سئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كيف هي؟ قال: "من يدخل الجنة يحيى لا يموت، وينعم لا يبأس، ولا تبلى ثيابه، ولا يبلى شبابه"، قيل: يا رسول اللَّه! كيف بناؤها؟ قال: "لبنة من فضة ولبنة من ذهب، ملاطها مسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران".
رواه ابن أبي شيبة (٣٥٠٨٧)، وأبو نعيم في صفة الجنة (٩٦) كلاهما من طريق معاوية بن هشام، ثنا علي بن صالح، عن عمر بن ربيعة، عن الحسن، عن ابن عمر قال: فذكره.
وفي الإسناد عمر بن ربيع قال فيه الحافظ ابن حجر: "مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا.
وكذلك فيه الحسن البصري، وقد عنعن.
[٢٩ - باب أهل الجنة يأكلون ويشربون، ولكن لا يبولون ولا يتغوطون]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك،