وقال الحاكم في الموضع الأول:"صحيح على شرط الشيخين"، وقال في الموضع الثاني:"صحيح الإسناد".
قلت: وهو كما قالوا، وسيأتي في قيام اللّيل.
• عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مع قومه، فسمعهم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ " قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال: "ما أحسن هذا! ". ثم قال: ما لك من الولد؟ ". قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال:"فمن أكبرهم؟ ". قلت: شريح. قال:"فأنت أبو شريح"، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما اسمُك؟ " قال: عبد الحجر. قال:"لا، أنت عبد اللَّه" قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال:"عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام".
حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (٨١١)، وابن حبان (٥٠٤)، وأبو داود (٤٩٥٥)، وابن حبان (٤٩٠)، والحاكم (١/ ٢٣)، والطبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٨٠) كلّهم من طرق عن يزيد ابن المقدام بن شريح، عن أبيه المقدام، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ بن يزيد، فذكره.
واللفظ للبخاري وابن حبان في الموضع الأول، والآخرون اختصروه.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن المقدام فإنه "صدوق". وصحّحه الحاكم.
[٩ - باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة لا ينفع في الآخرة]
فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جلّ ذكره:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[سورة آل عمران: ١٩].
• عن سعد بن أبي وقاص: أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطى رهطًا -وسعدٌ جالسٌ- فترك رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا هو أعجبُهم إليَّ. فقلت: يا رسول اللَّه، مالك عن فلان؟ فواللَّه إنّي لأراهُ مؤمنًا. فقال:"أو مسلمًا" فسكتُ قليلًا، ثم غلبني ما أعلمُ منه فعدتُ لمقالتي فقلت: مالك عن فلان؟ فواللَّهِ إنّي لأراه مؤمنًا. فقال:"أو مسلمًا".