إلّا أنّه اختلط في آخر حياته.
وكذلك في الباب أيضًا عن عوف بن مالك مرفوعًا: "أُعطيتُ أرْبعًا لم يُعطهنّ أحدٌ كان قبلنا، وسألتُ ربّي الخامسة فأعطانيها، كان النّبيُّ يبعث إلى قريته ولا يعدوها، وبُعثت كافة إلى الناس، وأُرهب منا عدوُّنا مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض طهورًا ومساجد، وأحل لنا الخمسُ ولم يحل لأحد كان قبلنا، وسألتُ ربّي الخامسة، فسألته أن لا يلقاه عبد من أمّتي يوحِّده إلّا أدخله الجنّة فأعطانيها".
رواه ابن حبان في" صحيحه" (٦٣٩٩) عن أبي يعلى، حدّثنا هارون بن عبد اللَّه الحمّال، حدّثنا ابن أبي فديك، عن عبيد اللَّه بن عبد الرّحمن بن موهب، عن عباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعيّ، عن عوف بن مالك، فذكره.
وعباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعيّ لم يوثقه أحدٌ وإنّما ذكره ابن حبان في كتابه "الثقات"، وأخرج عنه في صحيحه، ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول". أي إذا تُوبع، ولم يتابع فهو لين الحديث.
والرّاوي عنه عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن موهب، قال فيه النسائي: ليس بالقوي، والتقى به الحافظ بقول النسائيّ مع أنّ ابن عدي قال: حسن الحديث كتب حديثه.
٢١ - باب أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أوّل من يفتح له باب الجنّة
• عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "آتِي باب الجنّة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بكَ أُمرتُ، لا أفتح لأحد قبلك".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٧) من طرق عن هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.
٢٢ - باب أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطي مفاتيح خزائن الأرض
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بُعثتُ بجوامع الكلم، ونصرتُ بالرّعب، فبينا أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض فوضعتْ في يدي". قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنتم تنتثلونها.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٧٧)، ومسلم في المساجد (٥٢٣) كلاهما من طرق عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
٢٣ - باب ذكر الكوثر الذي أعطاه اللَّه نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته
قال اللَّه تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [سورة الكوثر: ١].
• عن أبي عبيدة، عن عائشة، قال: سألتها عن قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ