في المتابعات، وهذا منها.
وأما ما روي عن جبير بن مطعم، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"
رواه أبو داود (٥١٢١) عن ابن السرح، حدّثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن المكي يعني ابن أبي لبيبة، عن عبد اللَّه بن أبي سليمان، عن جبير بن مطعم، فذكره.
قال أبو داود: "هذا مرسل، عبد اللَّه بن أبي سليمان لم يسمع من جبير".
قلت: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعّفه الدارقطني.
٤١ - باب ذمّ التفاخر بالأحساب
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على اللَّه من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"
حسن: رواه أبو داود (٥١١٦) واللفظ له، والترمذي (٣٩٥٦) كلاهما من حديث هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن، وهذا أصح عندنا من الحديث الأول.
يعني به ما رواه (٣٩٥٥) هو وأحمد (٨٧٣٦) كلاهما من حديث هشام بن سعد، ولم يذكرا بين سعيد بن أبي سعيد وبين أبي هريرة "عن أبيه".
ثم قال الترمذيّ: "وسعيد المقبري قد سمع من أبي هريرة ويرويه عن أبيه أشياء كثيرة عن أبي هريرة".
قلت: إسناده حسن من أجل هشام بن سعد المدني أبو عباد، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن فيه مناكير ولم يختلف عليه.
ورواه أحمد (٨٧٩٢) من وجه آخر مختصرأ بقوله: "ليدعن الناس فخرهم في الجاهلية، أو ليكونن أبغض إلى اللَّه من الخنافس".
وفيه أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف.
وقوله: "العُبية" الكبر والنخوة، وأصله مهموز من العبء وهو الحِمْل الثقيل، ويقال: عُبية وعِبية - بضم العين وكسرها.
وقوله: "مؤمن تقي، وفاجر شقي" معناه أن الناس قسمان: مؤمن تقي وهو الخير الفاضل وان لم يكن ذا حسبٍ في قومه، وفاجر شقي هو الدنيء وإنْ كان في أهله شريفا رفيعا. أفاده الخطابي.