[٤٤ - كتاب أحكام أهل الذمة]
[١ - باب من حقوق المعاهد الحفظ على نفسه وماله في دولة الإسلام]
• عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قتل معاهدًا لم يرحْ رائحة الجنّة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما".
صحيح: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٦٦) عن قيس بن حفص، حَدَّثَنَا عبد الواحد، حَدَّثَنَا الحسن بن عمرو، حَدَّثَنَا مجاهد، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.
• عن أبي بكرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل نفسا معاهدة بغير حلّها حرّم الله عليه الجنّة أن يجد ريحها".
حسن: رواه النسائيّ (٤٧٤٨)، وأحمد (٢٠٣٨٣)، ٢٠٣٩٧)، وابن أبي عاصم في الديات (٢٠٩)، والبيهقي (٩/ ٢٠٥)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٨٨٢)، والحاكم (١/ ٤٤) كلّهم من حديث يونس بن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثُرملة، عن أبي بكرة .. فذكره.
وإسناده حسن، والأشعث بن ثرملة - بضم المثلثة وبعدها راء ساكنة، ثمّ ميم مضمومة - لم يرو عنه إِلَّا الحكم بن الأعرج كما نص عليه أحمد وابن حبَّان وأبو حاتم وأبو زرعة إِلَّا أن ابن أبي حاتم نقل عن ابن معين قوله: يرُوي عنه يونس بن عبيد، بصري ثقة مشهور.
قلت: لقد نص أهل العلم على أن الأشعث ليس له إِلَّا حديث واحد، وهو هذا، فكيف يكون مشهورًا؟ وكذا قول ابن معين: "روى عنه يونس بن عبيد" لم يتابع على ذلك. والله أعلم.
وأمّا ابن حجر فقال: "ثقة" ولعل ذلك اعتمادًا على قول ابن معين، ولكن الصواب أنه حسن الحديث.
ولحديث أبي بكرة طرق أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها.
منها ما رواه عبد الرزّاق (١٠/ ٤٦٢)، ومن طريقه أحمد (٢٠٤٦٩)، والبيهقي (١٣٣١٨) وغيرهم. قال: أخبرنا معمر، عن قتادة أو غيره عن الحسن، عن أبي بكر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ ريح الجنّة ليوجد من مسيرة مئة عام، وما من عبد يقتل نفسا معاهدة بغير حقها إِلَّا حرم الله عليه الجنّة".
والحسن هو البصري الإمام المعروف مدلِّس وقد عنعن، وقد روى ابن حبَّان (٧٣٨٢) وغيره عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي بكرة.
قال البخاريّ والدارقطني وغيرهما: حديث الأشعث أصح.