وفي الإسناد قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفيّ، مختلف فيه. وله شاهد مرسل عند مالك (١/ ٤٢٢) عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، وآخر موصول عند الترمذي (٣٥٨٥) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وفي إسناده ضعف. وعليه عمل السلف كما هو مبسوط في كتاب الحج.
وأما ما روي عن علي بن أبي طالب قال: أكثر ما دعا به رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: اللهم! لك الحمد كالذي تقول، وخيرا مما نقول، اللهم! لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم! إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللَّهم! إني أعوذ بك من شر ما يجيء به الريح. فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٥٢١)، وابن خزيمة (٢٨٤١) كلاهما من طرق، عن قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي بن أبي طالب فذكره. وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي".
وتوقف ابن خزيمة في صحته، فإنه بوب على هذا الحديث بقوله: "باب ذكر الدعاء على الموقف عشية عرفة إن ثبت الخبر، ولا إخال إلا أنه ليس في الخبر حكم، وإنما هو دعاء فخرجنا هذا الخبر وإن لم يكن ثابتا من جهة النقل إذ هذا الدعاء مباح أن يدعو به على الموقف وغيره".
[١٢ - باب رفع اليدين في الدعاء بعرفات]
• عن أسامة بن زيد قال: كنتُ رديف النبيّ صلَّى الله عليه وسلم بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامُها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى.
حسن: رواه النسائيّ (٣٠١١) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، قال: قال أسامة، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الحج.
[١٣ - باب الدعاء عند المشعر الحرام]
قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: ١٩٨].
• عن جابر بن عبد الله قال في صفة حجة النبي صلَّى الله عليه وسلم: ... ثُمَّ رَكِبَ الْقَصوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا ... الحديث بطوله.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر فذكره.