محمد: الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، الثلاثة عن يعقوب بن إبراهيم، بإسناده.
قال الحافظ في "الفتح"(٩/ ٨): قوله: "حتى توفاه أكثر ما كان الوحي" أي الزمان الذي وقعت فيه وفاته كان نزول الوحي فيه أكثر من غيره من الأزمنة. قال: والسّر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كَثُروا، وكثر سؤالهم عن الأحكام، فكثر النزول بسبب ذلك. وهذا الذي وقع أخيرًا على خلاف ما وقع أولًا، فإنّ الوحي في أول البعثة فتر فترة، ثم كثر، وفي أثناء النزول بمكة لم ينزل من السور الطوال إلّا القليل، ثم بعد الهجرة نزلت السور الطوال المشتملة على غالب الأحكام، إلّا أنه كان الزمن الأخير من الحياة النبوية أكثر الأزمنة نزولًا بالسبب المتقدم" انتهى.
١٣ - انقطاع الوحي بعد وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-
• عن أنس قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمر: انطلق بنا إلى أمِّ أيمن نزورها كما كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يزورها، فلما انتهينا إليها بكتْ، فقالا: ما يبكيكِ؟ ما عند اللَّه خير لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلمُ أنّ ما عند اللَّه خير لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن أبكي أنّ الوحي قد انقطع من السّماء؛ فهيّجتْهُما على البكاء، فجعلا يبكيان".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٥٤) عن زهير بن حرب، أخبرني عمرو بن عاصم الكلابيّ، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكرَ الحديث.