رواه ابن ماجه (١٧٤٧) عن هشام بن عمّار، قال: حدّثنا سعيد بن يحيى اللّخمي، قال: حدّثنا محمد بن عمرو، عن مصعب بن ثابت، عن عبد اللَّه بن الزبير. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٥٢٩٦) عن الحسين بن إدريس الأنصاريّ، عن هشام بن عمّار، به، مثله.
وإسناده ضعيف لأجل مصعب بن ثابت وهو: ابن عبد اللَّه بن الزبير بن العوّام الأسديّ فقد ضعّفه أحمد وابن معين وابن سعد والدّارقطنيّ. وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي.
قلت: فلعلّه وهم فجعل الحديث من مسند جدّه عبد اللَّه بن الزبير، وإنّما هو من مسند أنس بن مالك. وبه ضعّفه أيضًا البوصيريّ في زوائد ابن ماجه.
وقال ابن حبان في المجروحين: "منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحقّ مجانبة حديثه".
وأورده في "الثقات" (٧/ ٤٧٨) وقال: "وقد أدخلته في الضعفاء، وهو ممن استخرتُ اللَّه فيه". انتهى.
٥٧ - باب الملائكة تتأذّى مما يتأذّى به الإنسان
• عن جابر، قال: "نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أكل البصل والكرّاث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: "مَنْ أكل مِنْ هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنَّ مسجدنا، فإنّ الملائكةَ تتأذّى مما يتأذّى به الإنسان".
وفي رواية: "من أكل من هذه البقلة الثوم (وقال مرة: مَنْ أكل البصلَ والثّومَ والكرّاثَ) فلا يقْربنَّ مسجدنا، فإنّ الملائكةَ تَتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٦٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا كثير بن هشام، عن هشام الدّستوائيّ، عن أبي الزّبير، عن جابر، فذكره.
والرّواية الثانية رواها مسلم أيضًا من وجه آخر عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه الشّيخان -البخاري في الأذان (٨٥٥)، ومسلم في المساجد- كلاهما من حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، زعم عطاء أن جابر بن عبد اللَّه زعم أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال (فذكر الحديث بأطول منه) غير أنهما في هذه الرواية لم يذكرا تأذي الملائكة.
٥٨ - باب أنّ على يمين المصلي ملكًا
• عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا قام أحدكم إلى الصّلاة فلا يبصقنّ أمامه، فإنّما يناجي اللَّه مادام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإنّ عن يمينه ملكًا،