معروفون، من ثقة إلى صدوق، غير أبي أيوب الإفريقي - وهو عبد الله بن علي الإفريقي، فإن أبا زرعة ليَّنه فقال: "في حديثه نكارة، ليس بالمتين". ولكن قال ابن معين: "ليس به بأس". فمثله لا ينزل حديثه عن درجة الحسن إذا لم يخالف.
وعاصم هو: ابن بهدلة أبو بكر المقرئ، صدوق له أوهام.
وأما ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليُمني لطهوره وطعامه، وكانت يده اليُسرى لخلائه، وما كان من أذىً.
فهو منقطع رواه أبو داود (٣٣) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثني عيسى بن يونس، عن ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عنها.
أبو معشر، وهو: زياد بن كليب الحنظلي، تكلم فيه أبو حاتم، ووثقه غيره.
وإبراهيم هو: ابن يزيد النخعي الفقه لم يسمع من عائشة، لأنه ولد عام ٤٦ هـ وماتت عائشة عام ٥٧ هـ على الصحيح.
٢٥ - باب لا يُستنجى بِرَوْثٍ ولا عظمٍ
• عن عبد الله بن مسعود قال: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الغائطَ، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجارٍ، فوجدت حجرين، والتمست الثالثَ فلم أجده، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: "هذا رِكس".
صحيح: رواه البخاري في الوضوء (١٥٦)، عن أبي نعيم، قال: حدَّثنا زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة ذكره ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، أنَّه سمع عبد الله يقول: فذكر الحديث.
قال البخاري: وقال إبراهيم بن يوسف: عن أبيه، عن أبي إسحاق: حدَّثني عبد الرحمن. انتهى.
قوله (رِكس): هي في لغة (رجس) بالجيم، وهو النجس، قال أبو عبيد: هو شبيه بالرجيع، يقال: ركستُ الشيء وأركستُه: إذا رددته. وقال النسائي (٤٢): الركس: طعام الجن.
وفي رواية عند النسائي (٣٩): "نهى أن يستطيب أحدكم بعظم أو روث".
وفي إسناده أبو عثمان بن سَنَّة الخُزاعي الراوي عن ابن مسعود، "مقبول" لأنه توبع.
• عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل! قال: فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: "أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه،