للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهو غشّ قومه، ولم يرشدهم إلى الصراط المستقيم ولم ينصح لهم، وقد جاء في الحديث أن الإمام الذي لا ينصح رعيته لا يجد رائحة الجنّة.

• عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم يَحُطها بنصيحة إِلَّا لم يجد رائحة الجنّة".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأحكام (٧١٥٠)، ومسلم في الإيمان (١٤٢) كلاهما من طريق أبي الأشهب، عن الحسن، قال: فذكره. واللّفظ للبخاريّ.

٦ - باب قوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)}

قوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} فيه إثبات عذاب القبر، وقد وردت أحاديث كثيرة في عذاب القبر منها:

• عن عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي. إن كان من أهل الجنّة فمن أهل الجنّة، وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار. يقال له: هذا مقعدك حتَّى يبعثك الله إلى يوم القيامة".

متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٤٨) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

ورواه البخاريّ في الجنائز (١٣٧٩)، ومسلم في الجنّة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٦) كلاهما من طريق مالك به.

٧ - باب قوله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١)}

قوله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} أي: بالحجة والبرهان، فإن دعوة الأنبياء بقيت واستمرت، وغلبت على دعاوي من خالفهم.

وقيل: المراد به بعض الأنبياء والمرسلين وليسوا كلّهم؛ لأن بعضهم قتلهم قومهم، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة: ٦١]. وإطلاق الكل وإرادة البعض سائغ في لغة العرب.

وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} أي: أن الله ينصر المؤمنين فإنهم أولياؤه، وقد جاء في الصَّحيح.

• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله قال: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال

<<  <  ج: ص:  >  >>