وأفرط لكم على الحوض، وتردون علي معا أو أشتاتا".
حسن: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١١/ ٤٥١ - ٤٥٢) واللفظ له، وابن أبي عاصم في السنة (٧٤٤)، والبزار - كشف الأستار (٩٠٠) - كلهم من طريق مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عبد الله القمي، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في يعقوب بن عبد الله القمي، غير أنه حسن الحديث.
١٥ - باب قوله {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١)}
قوله: {عِضِينَ} جمع عضة، من عضّيت الشيء إذا فرّقته، وجعلته أعضاء، وأصلها عضو فحذفت الواو، وعوض عنها الهاء.
المراد بالمقتسمين هم اليهود والنصارى الذين قسموا القرآن على قسمين، منه ما صدقوا به وهو ما يوافق دينهم، ومنه ما كذبوا به وهو ما يخالف تحريفهم وتبديلهم.
• عن ابن عباس: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} قال: آمنوا ببعضٍ وكفروا ببعض، اليهود والنصارى.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٧٠٦) عن عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، فذكره.
• عن ابن عباس: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} قال: هم أهل الكتاب، جزّؤوه أجزاءً، فآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٧٠٥) عن يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وقال بعض أهل العلم: المراد بالقرآن هو الكتاب المقروء عندهم من التوراة والإنجيل، فآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه، مثل البشارات بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقول ابن عباس يحتمل المعنيين، وذهب مجاهد إلى المعنى الثاني.
١٦ - باب قوله: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)}
• عن عبد الله بن عباس في قوله: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: {الْمُسْتَهْزِئِينَ}: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن غيطل السهمي، والعاص بن وائل السهمي، فأتاه جبريل عليه السلام، فشكاهم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراه أبا عمرو الوليد بن المغيرة، فأومأ جبريل إلى أكحله، فقال: "ما صنعت شيئا". فقال: كفيتكه. ثم أراه الحارث