ولا تحتّ ورقها" فوقع في نفسي: النّخلة، فكرهت أن أتكلّم وثمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هي النَّخلة". فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي النّخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنتَ قلتَها كان أحبّ إليَّ من كذا وكذا. قال: ما منعني إلَّا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت".
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٦١)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١١) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
والرواية الثانية عند البخاريّ (٦١٤٤) من وجه آخر عن نافع، عن ابن عمر.
٥٨ - باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا اللَّه، وإن كان أوجع في المسلمين
• عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار أخبره، أن المقداد بن عمرو الكنديّ -وكان حليفًا لبني زهرة، وكان ممن شهد بدرًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخبره أنه قال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أرأيتَ إن لقيتُ رجلًا من الكفّار فاقتلنا، فضرب إحدى يديَّ بالسّيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمتُ للَّه، أأقتلُه يا رسول اللَّه بعد أن قالها؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقتله". فقال يا رسول اللَّه، إنّه قطع إحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعدما قطعها؟ ! فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقتله، فإنْ قتلتَه فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنَّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٠١٩)، ومسلم في الإيمان (٩٥) من حديث ابن شهاب الزهريّ، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن عديّ بن الخياريّ، به، فذكره، ولفظهما سواء
• عن أسامة بن زيد يقول: بعثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الحُرقة، فصبّحنا القوم فهزمناهم، ولحقتُ أنا ورجلُ من الأنصار رجلًا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا اللَّه. فكفَّ عنه الأنصاريّ، فطعنْتُه برمحي حتى قتلتُه، فلما قدمنا بلغ ذلك النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"يا أسامة، أقتلْتَه بعدما قال: لا إله إِلَّا اللَّه؟ ! " قلت: كان متعوِّذًا! فما زال يكرّرُها حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازيّ (٤٦٩)، ومسلم في الإيمان (٩٦: ١٥٩) كلاهما من طريق هشيم، أخبرنا حصين، حدثنا أبو ظبيان، قال: سمعتُ أسامة بن زيد بن حارثة يحدّث، قال (فذكره)، ولفظهما سواء.
ورواه مسلم من وجه آخر عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أسامة بن زيد، قال: بعثنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في سريّة، فصبّحنا الحُرُقات من جهينة، فأدركتُ رجلًا فقال: لا إله إِلّا اللَّه، فطعنتُه، فوقع