على ملأ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة.
رواه الترمذي (٢٠٥٢) عن أحمد بن بُديل بن قريش اليامي الكوفي، قال: حدثنا محمد بن فُضيل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود فذكره.
قال الترمذي: "حسن غريب من حديث ابن مسعود".
قلت: فيه عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي، أبو شيبة ضعيف باتفاق أهل العلم، قال أحمد: منكر الحديث.
قلت: لأن ذكر الحجامة في قصة الإسراء والمعراج لم يثبت في الأحاديث الصحيحة وهي كثيرة، فوهم هؤلاء الرواة في إقحام الأمر بالحجامة في ليلة أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك له شواهد أخرى لا تصح.
٣٠ - باب تجلية بيت المقدس وغيره من الأشياء للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عند سؤال قريش عن الإسراء
• عن جابر بن عبد الله، أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لمّا كذّبني قريش قمتُ في الحجر، فجلّا اللهُ لي بيتَ المقدس، فطفقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٦)، ومسلم في الإيمان (١٧٠) كلاهما من حديث اللّيث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، سمعتُ جابر بن عبد الله قال. (فذكر الحديث).
ورواه البخاري أيضًا (٤٧١٠) من وجه آخر من حديث ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكر مثله.
قال البخاري: زاد يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: لما كذَّبتْني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ... نحوه.
فقوله: عن عمه - الظاهر فيه بإسناده السابق، ولكنه جعله ابن حجر في الفتح (٨/ ٣٩٢) معلقًا ولذا قال: وصله الذهلي في الزهريات عن يعقوب بهذا الإسناد. وأخرجه قاسم بن ثابت في "الدلائل" من طريقه ولفظه: جاء ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا: هل لك في صاحبك يزعم أنه أتى بيت المقدس، ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة، قال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لقد صدق، انتهى.
وفي دلائل البيهقي قال: نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك.
أصدقه بخبر السماء. قال: فسمي بذلك الصديق.