[٣٦ - باب شهادة الإنس والجن وكل رطب ويابس للمؤذن]
• عن أبي سعيد الخدري أنه قال لعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازِني: إني أَراك تحبُ الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذَّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه: "لا يسمع مَدَى صوتِ المؤذن جنٌّ ولا إنس ولا شيءٌ، إلا شهد له يوم القيامة". قال أبو سعيد: سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
صحيح: أخرجه مالك في الصلاة (٥) عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة الأنصاري ثم المازِني، عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له، فذكر الحديث.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في الأذان (٦٠٩).
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينهما".
حسن. رواه أبو داود (٥١٥) واللفظ له، والنسائي (٦٤٥) وابن ماجه (٧٢٤) كلهم من طريق شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده حسن، من أجل موسى بن أبي عثمان الكوفي المدني التبان. قال سفيان: "كان مؤدبا ونعم الشيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٥٤) قائلا: "هو من سادات أهل الكوفة وعبادهم". والكلام عليه مبسوط في كتاب الصلاة.
[٣٧ - باب شهادة الحجر الأسود لمن استلمه بحق]
• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحجر: "واللَّه ليبعثنه اللَّه يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق".
حسن: رواه الترمذيّ (٩٦١)، وابن ماجه (٢٩٤٤)، وأحمد (٢٢١٥، ٢٣٩٨، ٢٦٤٣)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٣٥)، وابن حبان (٣٧١٢)، والحاكم (١/ ٤٥٧) كلهم من طريق ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن خيثم فإنه حسن الحديث.
[٣٨ - باب أن العباد يؤتون صحائف أعمالهم]
قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف: ٤٩]
وقال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ