وجه عن عائشة".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي اللَّه عنها" اهـ.
قلت: حديث الشعبي المشار إليه عند البخاري في المناقب (٣٦٢٣، ٣٦٢٤)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥٠: ٩٨) مقتصرا على قصة المرض، وليس عندهما الشطر الأول من الحديث.
[٥٧ - باب من كره أن يقام له على وجه التعظيم مخافة الكبر]
• عن جابر قال: اشتكى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصلينا وراءه، وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلَّم قال: "إنْ كدْتم آنفًا لَتفعلون فِعَل فارس والرّوم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا، انتموا بأئمتكم، إن صلّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإن صلّى قاعدًا فصلّوا قعودًا".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤١٣) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
• عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أحبَّ أن يَمْثُل له الرّجال قيامًا فليتبوّأُ مقعده من النّار".
صحيح: رواه أبو داود (٥٢٢٩)، والترمذي (٢٧٥٥) كلاهما من حديث حبيب بن الشّهيد، عن أبي مِجْلز، قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام إليه ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلسْ فإنّي سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول (فذكر الحديث).
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (١٦٨٣٠)، والبخاريّ في الأدب المفرد (٩٧٧)، والبغوي في شرح السنة (٣٣٣٠) كلّهم من حديث شعبة، عن حبيب بن الشهيد، بإسناده، مثله.
وفي رواية: "من سرّه أن يستخيم له بنو آدم قيامًا، وجبت له النّار".
رواه البيهقيّ في "المدخل" (٧٢١)، والخطيب في تاريخه (١٣/ ١٩٣) كلاهما من حديث عباس بن محمد الدوري، ثنا شبابة بن سوار، حدثني المغيرة بن مسلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: سمعت معاوية يقول (فذكره مثله).
وقوله: "يستخيم" بمثل.
• عن أنس، قال: ما كان شخص أحبَّ إليهم من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك.
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٧٥٤)، وأحمد (١٢٣٤٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٤٦)، وأبو