للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٧): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصَّحيح".

قلت: وهو كما قال .. ولا يخالف هذا ما سبق من مرور النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على قبرين لتعدد القصة.

وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "إن عذاب القبر من ثلاثة: من الغيبة والنميمة والبول، وإياكم ذلك" فالصحيح أنه موقوف من رواية أبي عروبة، عن قتادة من قوله: قاله الحافظ البيهقي في إثبات عذاب القبر (٢٦٢) وقال: "وقد روينا معناه في الأحاديث الثابتة فيما تقدم".

[٨ - باب ما يخاف من عذاب القبر في الغلول]

• عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر، فلم نغنم ذهبًا ولا ورقًا، إِلَّا الأموال، الثياب والمتاع، قال، فأهدي رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا أسود، يقالُ له: مِدْعَمٌ، فوجَّهَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القُرَى، حَتَّى إذا كُنَّا بوادي القُرَى، بينما مِدْعَمٌ يَحُطُّ رحلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاءه سهم عائرٌ، فأصابه فقتله، فقال الناس، هنيئًا له الجنّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تُصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارًا" قال: فلمّا سمع الناس ذلك، جاء رجل بشراكٍ أو شراكَين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "شراك أو شراكان من نار".

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٢٥) عن ثور بن زيد الديليّ، عن أبي الغيث سالم مولي ابن مطيع، عن أبي هريرة فذكره.

ورواه البخاريّ في المغازي (٤٢٣٤)، ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من طريق مالك به مثله. وأمّا ما رُوي عن أبي رافع قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ربما ذهب إلى بني عبد الأشهل، فيتحدث معهم حتّى ينحدر للمغرب، قال: فقال أبو رافع: فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا إلى المغرب، إذ مرَّ بالبقيع، فقال: "أُفّ لك، أُفٍّ لك"، مرَّتين، فكبر في ذرعي وتأخرتُ، وظننت أنه يريدني، فقال: ما لك؟ ! امشِ قال: قلتُ: أحدثتُ حدثًا يا رسول الله. قال: وما ذاك؟ " قلتُ: أقَّفْتَ بيّ، قال: "لا، ولكن هذا قبرُ فلان، بعثتُهُ ساعيًا على بني فلان، فغَلَّ نَمِرَةٌ، فدُرِّعَ الآن مِثْلَها من نار" ففيه من لم يوثَّق.

رواه النسائيّ (٨٦٢، ٨٦٣)، والإمام أحمد (٢٧١٩٢)، وابن خزيمة (٢٣٣٧)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (١٤٩) كلّهم من طرق، عن ابن جريج، عن منبوذ رجل من آل أبي رافع، عن الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع فذكره.

وفي إسناده منبوذ لم يؤثر توثيقه من أحد، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول". أي إذا توبع.

وكذا الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع المدني رُوي عن أبيه، وعن جده، ولكن لم يوثقة غير ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>