قوله:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} أي: أمر الله النساء المؤمنات بِغضِّ البصر عن نظرة الإعجاب والشهوة والفتنة دون نظر الحاجة والضرورة والرؤية العامة.
وأما ما روي عن أم سلمة قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "احتجبا منه". فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى، لا يُبصِرنا، ولا يعرفنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟ ". فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤١١٢)، والترمذي (٢٧٧٨)، والنسائي في الكبرى (٩١٩٧ - ٩١٩٨)، وأحمد (٢٦٥٣٧)، وابن حبان (٥٥٧٦) كلهم من طريق الزهري، قال: حدثني نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: فذكرته.
ونبهان مولى أم سلمة في عداد المجهولين، ولا يعلم له متابع. وقال أحمد: "نبهان روى حديثين عجيبين". وذكر هذا الحديث منهما.
وهو حديث مخالف لأحاديث أخرى صحيحة، منها حديث فاطمة بنت قيس عند مسلم (١٤٨٠) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها في حديث طويل: "اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني ... ". الحديث.
ولا يصح تخصيص هذا الحديث بأمهات المؤمنين؛ لأنهن أيضا كن ينظرن إلى الرجال عند الخروج من البيت، وفي المسجد، وفي السفر، والحج غيرها.