قال: وسألت محمدًا (أي البخاريّ) عن هذا الحديث، فلم يعرفه إِلَّا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك، وقال: حَدَّثَنَا غير واحد عن شريك، عن عمار، عن أبي الزُّبير، عن جابر أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة، وعليه عمامة سوداء. قال محمد: والحديث هو هذا. انتهى كلامه.
وهو كما قال، فقد رواه غير واحد عن شريك به بذكر العمامة، منهم عليّ بن حكيم الأودي، وحديثه عند مسلم (١٣٥٨: ... ) والفضل بن دُكين، وحديثه عند النسائيّ (٥٣٤٥).
١٣ - دخول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مكة وهو يقرأ سورة الفتح
• عن عبد الله بن مغفل المزني قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قال: فترجع فيها قال؟ ثمّ قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يحكي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آآ آثلاث مرات.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٤٠) ومسلم في صلاة المسافرين (٢٣٧: ٧٩٤) كلاهما من طريق شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: فذكره.
[١٤ - يوم الفتح يوم تعظيم الكعبة]
• عن عروة بن الزُّبير لما قال سعد بن عبادة لأبي سفيان: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة. فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة".
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٠) عن عبيد بن إسماعيل حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: فذكره في حديث طويل.
وقوله: "كذب" أي أخطأ.
١٥ - باب صرف النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قيس بن سعد من الموضع الذي هو فيه
• عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، كان قيس في مقدمته، فكلم سعد (يعني أباه) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصرفه عن الموضع الذي هو فيه، مخافة أن يقدم على شيء، فصرفه عن ذلك.
حسن: رواه البزّار - كشف الأستار (١٨١٩) عن محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله، حَدَّثَنِي أبي، عن ثمامة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل ثمامة وهو ابن عبد الله بن أنس بن مالك حسن الحديث. وهو من رجال الصَّحيح.