قوله: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} أي: بسبب نضج جلودهم، لأن الإحسان بالألم مرتبط بالجلود دون اللحوم. وقد جاء وصف جلود الكفار في النار.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ضِرْس الكافر -أو ناب الكافر- مثل أحد، وغِلَظُ جلده مسيرة ثلاث".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٥١) عن سريج بن يونس، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
وقوله: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} أي: ظلا عميقا.
• عن سهل بن سعد عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها".
متفق عليه: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٢٧) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا المخزومي (وهو المغيرة بن سلمة)، حدّثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
ورواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٥٢) فقال: وقال إسحاق بن إبراهيم بإسناده. وظاهره معلق، وقوله محمول على الاتصال لأنه من شيوخه.
• عن أبي هريرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فى ظلها مئة سنة".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٢٦) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وزاد في رواية من وجه آخر: "لا يقطعها".
٣١ - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)}
قوله: {الْأَمَانَاتِ} هي شاملة لجميع الأمانات الواجبة على الإنسان، سواء كانت في حق اللَّه تعالى أو في حق الآدميين، ومن الأمانات أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة بعد أن وقع في يد علي بن أبي طالب، وطلب من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يجمع لرهطه الحجابة مع السقاية.
• عن صفية بنت شيبة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة، وقد استكف