حديث اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.
وفي لفظ مسلم: "ما من الأنبياء من نبي إِلَّا قد أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر". ثم ذكر مثله.
أي كلّ نبي أُعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء، فآمن به البشر، وأمّا معجزني العظيمة الظّاهرة فهي القرآن الذي لم يُعط أحد قبله.
٣ - باب من الأنبياء من لم يصدِّقْه من أمّته إِلَّا رجل واحد، ومنهم من لم يصدّقه أحد
• عن ابن عباس، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "عرضت علي الأمم، فرأيت النبي، ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٠: ٣٧٤) كلاهما من حديث هشيم، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير، فقال: حدثني ابن عباس قال: فذكره. واللّفظ لمسلم.
ولفظ البخاريّ: "عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده".
• عن أنس قال: قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا أوّل شفيع في الجنّة، لم يُصدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صُدِّقتُ، وإنّ من الأنبياء نبيًّا ما يصدّقه من أمّته إِلَّا رجلٌ واحد".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٦: ٣٣٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن المختار بن فُلفل، قال: قال أنس بن مالك، فذكر الحديث.
٤ - باب أن اللَّه إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها
• عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذَّبها، ونبيها حيّ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه، وعصوا أمره".
صحيح: رواه ابن حبان (٧٦٦٤) عن محمد بن المسيب بن إسحاق قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.
وذكر مسلم في الفضائل (٢٢٨٨) فقال: وحُدِّثتُ عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه، إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا أبو أسامة، حدثني بُريد بن عبد اللَّه بإسناده نحوه.
قال المازري والقاضي: "هذا من الأحاديث المنقطعة فإنه لم يسمّ الذي حدّثه عن أبي أسامة".