وتمّام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وذكر نحوه. وقال: وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في "الرحلة" من طريق أبي الجارود العنْسيّ -وهو بالنون الساكنة- عن جابر، فذكر نحوه، وفي إسناده ضعف" انتهى.
٥ - باب أنّ الكافر يحشر على وجهه
قال اللَّه تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [سورة الإسراء: ٩٧].
وقال تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [سورة الفرقان: ٣٤].
• عن أنس بن مالك، أنّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرِّجْلين في الدّنيا قادرًا على أن يُمْشيه على وجهه يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٦٠)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٠٦) كلاهما من حديث يونس بن محمد البغداديّ، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، فذكره. قال قتادة: "بلي وعِزَّة ربِّنا".
٦ - باب وصف الأرض التي يحشر النّاس عليها
• عن سهل بن سعد، قال: سمعتُ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يُحشر النّاس يوم القيامة على أرض بيضاء عَفْراء كقُرصة نقي".
قال سُهيل أو غيره: "ليس فيها معلم لأحد".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٢١)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٩٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدّثني أبو حازم بن دينار، عن سهل بن سعد، فذكره.
وقوله: "قال سهيل أو غيره". هو عند البخاريّ وحده، وأمّا مسلم فساق الحديث بكامله مساقًا واحدًا.
قال الخطّابي: "العَفْرة: بياضٌ ليس بالنَّاصع، والنَّقيُّ: الحوَّار، نُقِّي من القشر والنُّخالة. وقوله: "ليس فيها معْلَم لأحد" يريد أن تلك الأرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر، ولا بناء يستر ما وراءه. والمعْلَم: واحدُ معالم الأرض، أي: أعلامها التي يُهتدى بها في الطُّرق". أعلام الحديث (٣/ ٢٢٦٨).