بيني وبين التراب، ولا تجعلوا على قبري بناءً، وأُشهدكم أني برئٌ من كل حالقةٍ، أو سالقةٍ، أو خارقة، قالوا: أو سمعت فيه شيئًا؟ قال: نعم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٩٥٤٧) عن معتمر بن سليمان التيمي، قال: قرأت على الفُضيل بن ميسرة في حديث أبي حريز، أن أبا بردة حدَّثه قال: أوصى أبو موسى فذكره.
ورواه ابن ماجه (١٤٨٧) وصحَّحه ابن حبان (٣١٥٠) من طريق المعتمر بن سليمان إلا أن ابن ماجه ذكره مختصرًا.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد حسن. أبو حَريز اسمه: عبد الله بن حسين مختلف فيه".
قلت: وهو كما قال، فإن عبد الله بن الحسين الأزدي قاضي سجستان ضعَّفه يحيي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وأبو داود وغيرهم، ووثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم:"حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث بكتب حديثه". واختلف فيه قول ابن معين، فوثقه مرة، وضعَّفه أخرى، فمن كان هذا حاله يحسن حديثه إذا لم يكن فيه نكارة.
وأما ما رُوي عن يزيد بن أوس قال: دخلت على أبي موسى وهو ثقيل، فذهبتْ امرأتُه لتبكي، أو تَهُمَّ به، فقال لها أبو موسى: أما سمعت ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: بلى. قال: فسكتت، فلما مات أبو موسى قال بزيد: لقيتُ المرأة فقلت لها: ما قولُ أبي موسى لكِ: أما سمعتِ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سكتِّ؟ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من حلق، ومن سلق، ومن خرق" ففيه يزيد بن أوس لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات"(٥/ ٥٤٠)، ولذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي حيث يتابع، وإنه لم يتابع على ذلك فهو ليِّن الحديث، رواه أبو داود (٣١٣٠)، والنسائي (١٨٦٦) كلاهما من حديث منصور، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس، فذكره. فجعل يزيد بن أوس هذا الحديث من مسند أبي موسى ومن مسند امرأته جميعًا.
[٤ - باب دخول الشيطان في بيت النياحة]
• عن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريب، وفي أرض غُربة، لأَبكيَنَّه بكاءً يُتَحَدَّثُ عنه، فكنتُ قد تهيَّأتُ للبكاء عليه. إذ أقبلتِ امرأةٌ من الصعيد تريد أن تُسْعدني، فاستقبلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال:"أتُريدين أن تُدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه؟ " مرتين، فكففتُ عن البكاء، فلم أبك.
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٢٢) من طرق، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن أبيه، عن عبيد بن عُمير قال: قالت أم سلمة فذكرته.