متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) ومسلم في الإيمان (١٦٠ - ٢٥٧) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير فذكره.
وقوله:"أول ما نزل من القرآن": يقصد به بعد فترة انقطاع الوحي - كما جاء التصريح به في الحديث الآتي. وأما كيفية نزول الوحي فانظر كتاب الوحي.
[٧ - باب ما جاء في ذكر فترة انقطاع الوحي]
• عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه:"فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبًا فرجعت فقلت: زمّلوني زملوني، فدثروني فأنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إلى قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}[المدثر: ١ - ٥] قبل أن تفرض الصلاة - وهي الأوثان - ثم حمي الوحي وتتابع".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٥) ومسلم في الإيمان (١٦١) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
واختلف أهل العلم في مدة فترة انقطاع الوحي. وسبق ذكره في كتاب الوحي.
وأما ما ذكره البخاري (٦٩٨٢): وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بِذروة جبل لكي يُلقي منه نفسه تبدّى له جبريل" فهو ضعيف، وهي من بلاغات الزهري. وأهل العلم متفقون على أن بلاغات الزهري واهية، وقد سبق التنبيه عليه في كتاب الوحي فلا يجوز عزوه إلى البخاري بدون بيان؛ لأنه ليس على شرطه وإنما ذكره بلاغًا.
[٨ - انقطاع الوحي مرة أخرى]
• عن جندب بن عبد الله بن سفيان قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد! إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قَرِبَك منذ ليلتين أو ثلاثًا. فأنزل الله عز وجل: {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ١ - ٣].
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٥٠) ومسلم في الجهاد (١٧٩٧: ١١٤) كلاهما من